لم أكن أتصور قط أنني فى يوم من الأيام سأقرأ رواية بهذا الحد من التركيز و الإندماج و الإنبهار إلى حد أنني لم أشعر بالوقت معها ..فأنا منذ فترة كبيرة لم أكمل كتاب أىًّ كان مضمونه الى آخره ..
منذ البداية و أنا أتشوق فك طلاسم بطلها الغامض .. رغم أنني لا أستهوى هذا النوع من الرجال إلا أنه يثير استفزازي و فضولي فأتشوق دائماً لأن أعرف ما وراء هذا الغموض .. لكن بطل هذه الرواية غموضه مختلف ..فهو غموض يثير الاشمئزاز لي
الرجل الغامض الذى يعرف خبايا اللغة و يتقنها جيداً فببعض حروف موجزة يوصل المعنى .. وببعض الكلمات يبدل أدوار الحديث ... و رغم إتقانه لفن الكلام و الصمت .. فهو لا يتقن فن التعامل مع المرأة عامة .. و لكن يتقن فن التعامل مع الضعفاء من جنسها
أى رجل غامض هذا صاحب فلسفة فى الحياة كفلسفته يرى أنه اذا أراد امتلاك المرأة التى أحببها لابد أن يجعلها تشعر أنه من السهل التخلى عنها !!!!
عندما ظهر الرجل الحبرى الى الواقع أثار اندهاشي و اشمئزازي أكثر ... كيف شخص بهذا الوعى و التثقيف و المعرفة .. يقع فى مثل هذا الخطأ و يتورط فى علاقة مع امرأة متزوجة و يساعدها على الخيانة ..فيصبح هو أيضاً متهم بها ..
إلا اذا كان رجل ضعيف .. رجل يرتدى قناع الغموض ليستدرج بها النساء ليرضى رجولته فقط ... و لكننى رغم تشوقي لإكتشاف ماهية هذا الرجل إلا أنه ليس سبباً فى استكمال هذه الرواية
فأنا دائماً على يقين أن الحقيقة عندما تظهر بعد الغموض ستكون فى اسوأ صورها بشاعة .. و بالفعل هذا الذى حدث مع البطل فبعد ظهور حقيقته تأكدت كل ظنوني للأسف ! ..
فأصبح كالشخص الذى نبحث عنه بين الناس و نرى من بعيد شخص يشبهه و نتيقن أنه هو و لكن عندما نقترب نجد أنه ليس إلا وهم نحن الذين صنعناه بأنفسنا و أنه ليس إلا شخص عادى كالبقية
أما السبب الرئيسى فى استكمال هذه الرواية أنني كنت أبحث عن شيء ما بين سطورها ..ما هو ؟؟ ..لا أعلم !
وجدت فى البطلة صفات مشتركة بيننا .. تعاطفت معها كثيراً و لكن هذا التعاطف لا ينفى عنها تهمة الخيانة .. هى امرأة ضعيفة أمام رغباتها الأنثوية مما أضعف شخصيتها فى نظري .. فتمنيت بعد ذلك عدم وجود هذه الصفات بيننا .
فوضى الحواس .. أثارت بداخلي تساؤلات كثيرة لا يوجد إجابة لها إلا اذا شاءت الأيام وجودها .. لذا سأنتظر الأيام تظهر الأجوبة و لا أكلف نفسي عناء البحث عنها
و لكن ما يشغل تفكيري الآن هو الشيء الذى أبحث عنه مابين سطورها..
أحلام مستغانمى .. سأبدأ فى تكملة ثلاثيتك .. بدأت بفوضى الحواس التى و لأول مرة اتفق مع مقولتها و فلسفتها فى الحياة دون اعتراض على أىٍ منها
و سأنتقل الى الباقية .. لعلني أجد ضالتي مابين سطور أحدهم
و لكن هل بالفعل سأجدها ؟؟؟!!!!
كتب في 19/12/2008
و خلال هذه الفترة بالفعل تمت الإجابة على تساؤلاتي
و لكن ما ابحث عنه حقاً لم اجده .....